الدكتور يسار جرار

عضو مجلس الأمناء في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية

أي مواطن عربي اليوم نجلس معه شاب أو شابة متخرّج أمامه سنوات طويلة من العمل، يبحث عن وظيفة، بحاجة إلى قرض، يبحث عن مستقبل أفضل يعلم أننا نعاني من أزمة إدارة حكومية، فنحن لسنا بحاجة للإحصاءات لدينا أكبر نسبة بطالة في عالم الشباب تقريباً في العالم نحن أكثر منطقة في العالم ستتأثّر بالتغيير المناخيّ و أقل تحركاً نحو التغيير المناخي لمعالجته نحن نواجه تحديات تنموية على جميع الأصعدة ليس لقلّة الموارد فنحن لدينا أغنى دول العالم و أكثرإحتياطات العالم في الموارد، غير النفط . لدينا دول عربية تعتبر سلّة غذاء فعندما نبحث دائماً بأسباب التحديات التي أمامنا بأسباب غياب الأمل لأغلبية الشباب العربي

عندما نبحث بهذه الأسباب دائماً نجد أن  هناك ضعف بالتنمية. ففي السنوات العشرين الأخيرة كل مؤشرات التنمية الأساسية تحسّنت : الوصول إلى التعليم وصلت إلى 99% في بعض الدول بالنسبة إلى التعليم الأساسي ولكن بدأنا نواجه الأميّة الرقمية

كل مؤشرات التنمية الرئيسية كان فيها تحديات و تقرير وراء تقرير يخبر عن هذه التّحديات.

في آخر تقرير للأمم المتحدة صدر السنة الماضية ” في حال عدم إيجاد حلّ للصراعات المستمرة و تحقيق توقعات النمو السكاني بمعدلات أسرع 40% من شعوب الدول العربية سيعشون بأزمات و صراعات في 2030. مما يعني أن نصف سكان المنطقة سيعيشون في مجتمعات فيها ضغط عصبي سواء من المياه أو الوظائف

فلدينا أزمة في الإدارة العربية  فحين نبحث في الحلول لا نجد تحدّي، لا نجد نقطة ضعف، لا نجد حلقة أضعف إلّا في الإدارة. فالإدارة هي عبارة عن عملية بسيطة: كيف تديرالموارد التي أمامك و تحوّلها إلى نتائج تنموية . و دائماً الإدارة في العشرين سنة الماضية عندما كنّا نرى الحلول لتأتينا من منظمات دولية أو نتحاور فيها ما بيننا . دائماً نتكلم بحلول كبرى. تسمعون بأننا نحاول أن نحارب المديونية مقابل الناتج الداخل القومي. هذه أرقام كبيرة ننجح فيها أحياناً

أمّا الحلول المايكرو الخدمات التي نقدمها للمواطن عندما يتوجه لمستشفى حكومية بحاجةٍ إلى علاج، إرسال إبنه أو إبنته على مدرسة حكومية ، المشاكل التي في الشوارع أو الأزمات التي يعالجها . هذه الحلول التي تحتاج إليها الإدارة الحكومية الحقيقية و هذا ما يبحث عنه المواطن العربي

عندما بحثنا في التقرير عن الإدارة الحكومية العربية و معالي وزيرة تطوير العمل الحكومي و المستقبل ، فإن الإمارات ذكرت الشيخ محمد أن ليس لدينا أزمة موارد و لا أزمة مواهب بل لدينا أزمة إدارة. ففي التقرير نبحث عن أسباب أزمة الإدارة و قبل لأن يبدأ الدكتور أستعراض التخطيط سوف أعطيكم رقمين من الإستبيان الذي ظهر: أقل من 30% من المشاركين للإستبيان يعتقدون أن هناك خطط تنفيذ الرؤى المطلقة. لكن الموظف الحكومي حين سُئلوا فقط 30% يعتقدون أنّ هناك خطة واضحة للوصول إلى هذه الرؤية. فنجد فارق ما بين الرؤية و التنفيذ

فهل خطأ في التخطيط؟ ها الخطأ في التنفيذ؟ و ما العمل؟