معالي د. ناصر ياسين
وزير البيئة في الجمهورية اللبنانية
في مرحلة الستينات، عندما بدأ نشوء الدولة الوطنية رأينا الكثير من الخطط، وضعنا خطة خمسية، خطة عشرية و كانت أغلب هذه الخطط أنذاك تنظر إلى دور الدولة الأساسي في كل القطاعات لاسيما في التوظيف . خلال تلك الفترة أي سنوات الستينات و السبعينات طبعاً كان هناك تركيز على التّعليم و الصّحة و البنى التّحتية و لكن نفكّر بالدولة الكبيرة التي قد تستوعب كل الموظفين و الخدمات الإجتماعية
المرحلة الثانية أتت بعد الثمانينات و كانت فترة الإنفتاح الإقتصادي و فترة تغيير إقتصادي عالمي لأننا بدأنا نتأثر أكثر فأكثر بالتغييرات الإقتصادية إيجابياً أو سلبياً من ناحية أسعار النفط بعد السبعينات و ذلك أعطى وفر كبير لدول منتجة للنفط ولكن أيضاً أصبح هناك فترة تموضع من ناحية العودة إلى السوق و آليات السوق. أصبح هناك خطط تركز على دور الدولة أنذاك و كان هناك تحديات و أزمات كبيرة طبعاً
بعدها إنتقلنا إلى مرحلة القرن الواحد و العشرين لنرى رؤى 2020 2030 و 2040 كما يحدث اليوم .هذه الخلفية التاريخية المهمة جدّاً تمكننا من فهم نجاح أو فشل الستراتجيات في الحكومات العربية. و يمكن أن يكون تقسيم هذه اللإستراتجيات إلى ثلاث أنواع
النوع الأول مرتبط بالرؤى ( رؤية 2020 2030 2040 ) و هي تحدد نوع من بوصلة للعمل الحكومي و أراها كثيراً في الدول التي تتمتع بأكثر الموارد مثل دول الخليج و هي التي تحدد هذه البوصلة إما يبقي الجدّ في التفاصيل. فقد يكون هناك رؤية تتمتع بحلم بعيد المدى و البوصلة و نصل إليه في بعض الأحيان و لكن التفاصيل تعاني من تحديات في تنفيذها .النوع الآخر هو الستراتجيات القطاعية و هناك كم هائل في كافة الحكومات العربية في الستراتجيات القطاعية و هناك خطط .النوع الثالث هو خطط التنمية المرتبطة بحراك عالمي التي تضعها اللأمم المتحدة مع الدول و تؤثر جدّاً على بعض الخطط
ولكن هناك ثلاث تحديات موجودة وجدناها في الدراسة ووجدتها في الوزارة تضع هذه الخطط في تحدي دائم لا أريد أن أقول عدم نجاح أم فشل ولكن تحدي لإنجاح هذه الخطط. الأول نحن الأن في عالم متغير وفي السنوات الأخيرة نعيش هذا العالم المتغير وعدم اليقين وفي الأن في تجربتي في الوزارة لا يمكن أن أضع خطة لعشر سنوات. قد أضع رؤية عامة ولكن الخطة لعشر سنوات لن تنجح لأنني أعمال في عالم متغير، هناك كم هائل من المتغيرات التي لا أعلم كيف اتعاطى معها. يجب التخطيط لها ولكن لا اتمكن أن التعاطي معها. الثاني والتي وجدناها على مستوى الداخلي، هناك إنفصال واسع بين الادارة العليا والإدارة الوسطى ولدرة العليا في الكثير من الأحيان تأتي باستشاريين وشركات استشارية ويدعون هذه الخطة ولكن نرى على مستوى الإدارة الوسطى التي هي الأهم والتي تعتبر زيت ألة الحكومة نراها في إنفصال بين من يضع الخطة و من ينفذ ومن يشرف على تنفيذها. ثالث نقطة هي من الفيزياء بالإداء الانرشية . أن هذا ما قد اعتدنا عليه وكيفية عملنا نركز على معالجة وعلى النتائج. هذه الإنرشية هي من أصعب التحديات لتنفيذ هذه الستراتيجية والرؤى . أتكلم بشكل عام لا أجمل جميع الدول العربية والحكومات العربية ولكن هذا موجود خلال التجربة الأن والدراسة وهذا يحاولن كى مسؤولين حكوميين إلى صانعي قرارات وليس لصانعي السياسة لأن في عالم متغير وعدم يقين نعمل على المستوى الداخلي والإدارة الوسطى مما يعني همومها وعدم الالتزام بالستراتيجيات فيتحول المسؤول بكثير من الأحيان إلى متخذ قرار وليس صانع سياسات وستراتيجيات لأنه يجب العمل في الأمور اليومي
Comments are closed.